قد تكون لدينا فرصة اخري في الجحيم .. هكذا قالها قبل ان يشاركها رصاصات
مسدسه , اعطاها واحدة في قلبها واعطي لنفسه واحدة في قلبه .
بدأت علاقة خالد ومنة بطريقة عادية , ولكن لم تكن عادية من وجهة نظرهم ,
هذا هو الشئ العادي
كان يتردد تحت نافذة فصلها كل يوم في طريقه من المدرسة , وكانت تنتظره كل
يوم متصنعة اللامبالاة , كان خجلهم يمنعهم من التعبير عن عدة مشاعر ولكن الاعجاب
كان واضحا في البداية
كانت لحظة حين تلتقي عيونهم كل يوم حين يحمر وجهها خجلا ويداري هو وجهه
ويذهب مسرعا
لم يكن خالد احمقا ليظن انه قد يستمر في هذا للأبد فأراد ان يأخذ خطوة
وانتظرته هي ان يأخذ تلك الخطوة حتي استجمع شجاعته في يوم وصارحها
كانت قصة عادية...
مع مرور الأيام بدأت لحظاتهم تزداد لدقائق والدقائق لساعات , قضوا مع بعضهم
اوقاتا جعلت كل منهم يسرح بخياله ويحلم بركن من الجنة , مكان يجمعهم ولا يكتفون به
من بعضهم
كلا منهم تخيل مستقبله مع الاخر , ولا مكان للوحدة
استمرت القصة عدة سنوات حصدت الكثير من الذكريات السعيدة والحزينة ولكن
بالتأكيد كانت ذكريات تجمعهم
لم يفكرون لحظة انهم قد وقعوا في
فخ مشاعرهم , وان ما بدأ بابتسامة بريئة سينتهي بصرخة
كانت قصة عادية...
حسنا لقد وصلنا لأهم نقطة , قد يعتبرها البعض علامة لنجاح العلاقة فقد تحقق
ما كان حلم ووصلت القصة الرومانسية للزواج ولكن ماذا بعد ؟
هل تحققت احلامهم عن المنزل السعيد الممتلئ بالحب وانتهت القصة بموتهم
مسنين بجانب بعضهم البعض علي فراش من حرير
ام التهمت المشاعر السلبية قلوبهم وسممهم الملل حتي وصلنا لنقطة هي التي
ليست عادية في القصة ؟
هذا ما يجعلها قصة عادية
لقد تحول ما كان ملل الي اشمئزاز نظرات الحب تحولت الي نظرات فارغة لم
يحتملوا وجودهم بجانب بعض , لم تعد تبالي بتأخره ولم يعد يبالي بنومها
كانت قصة عادية... حتي تحولت الي مذبحة
كلاهما كان يريد الفراق ولكن كلاهما كان اجبن من فعلها .. الوهم الذي سيطر
علي عقولهم في الماضي يسيطر عليهم , لقد كانت احلام كثيرة من الصعب التخلي عنها لا
يمكنهم ان يصدقوا ان كل هذا لم يحدث ولا وجود له
, ولكن لابد من حل وكالعادة
انتظرته هي
انتظرته ان يحل كل شئ كما انتظرته ان يبدء كل شئ
فقرر ان يبدء من جديد في العالم الآخر , لم يسمع صوتا اخر بعد صوت اطلاق
النار.